إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

{ سلام هِيَ } أيْ مَا هيَ إلا سلامةٌ ، أيْ لا يقدرُ الله تعالى إلا السلامةَ والخيرَ ، وأمَّا في غيرِها فيقضي سلامةً وبلاءً أوْ ما هيَ إلا سلامٌ لكثرةِ ما يسلمونَ فيها على المؤمنينَ { حتى مَطْلَعِ الفجر } أيْ وقتِ طلوعِه ، وقرئَ بالكسرِ على أنهُ مصدرٌ كالمرجعِ ، أو اسمُ زمانٍ على غيرِ قياسٍ كالمشرِقِ ، وحتَّى متعلقةٌ بتنزلُ على أنها غايةٌ لحكمِ التنزلِ ، أي لمكثِهمْ في محلِ تنزلِهم ، أو لنفسِ تنزلهم بأنْ لا ينقطعَ تنزلُهم فوجاً بعدَ فوجٍ إلى طلوعِ الفجرِ ، وقيلَ : متعلقةٌ بسلامٍ بناءً على أنَّ الفصلَ بين المصدرِ ومعمولِه بالمبتدأ مغتفرٌ في الجارِّ .

ختام السورة:

عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرأَ سورةَ القدرِ أعطي من الأجرِ كَمَنْ صامَ رمضانَ وأَحْيَا ليلةَ القدرِ » .