تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

قل لهم يا محمد : أبعد وضوح الآيات على وحدانية الله تأمرونني أن أعبد غيره أيها الجاهلون ! ! قراءات :

قرأ ابن عامر : { تأمرونني } وقرأ ابن كثير : { تأمرونّيَ } بتشديد النون وفتح الياء ، وقرأ نافع : { تأمرنيَ } بتخفيف النون وفتح الياء .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

{ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } هذا جواب الذين دعوه إلى دين آبائه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

قوله تعالى : " قل أفغير الله تأمروني أعبد " ذلك حين دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما هم عليه من عبادة الأصنام وقالوا هو دين آبائك . و " غير " نصب ب " أعبد " على تقدير أعبد غير الله فيما تأمرونني . ويجوز أن ينتصب ب " تأمروني " على حذف حرف الجر ، التقدير : أتأمروني بغير الله أن أعبده ، لأن أن مقدرة وأن والفعل مصدر ، وهي بدل من غير ، التقدير : أتأمروني بعبادة غير الله . وقرأ نافع : " تأمروني " بنون واحدة مخففة وفتح الياء . وقرأ ابن عامر : " تأمرونني " بنونين مخففتين على الأصل . الباقون بنون واحدة مشددة على الإدغام ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ؛ لأنها وقعت في مصحف عثمان بنون واحدة . وقرأ نافع على حذف النون الثانية وإنما كانت المحذوفة الثانية ؛ لأن التكرير والتثقيل يقع بها ، وأيضا حذف الأولى لا يجوز ؛ لأنها دلالة الرفع . وقد مضى في " الأنعام " {[13333]} بيانه عند قوله تعالى : " أتحاجوني " . " أعبد " أي أن أعبد فلما حذف " أن " رفع ، قاله الكسائي . ومنه قول الشاعر :

ألا أيُّهَذَا الزَّاجِرِيُّ احْضُرَ الوَغَى{[13334]}

والدليل على صحة هذا الوجه قراءة من قرأ " أعبد " بالنصب .


[13333]:راجع ج 7 ص 29 طبعة أولى أو ثانية.
[13334]:البيت من معلقة طرفة وتمامه: * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي*
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

ولما قامت هذه الدلائل كما ترى قيام الأعلام ، فانجابت دياجير الظلام ، وكان الجهلة قد دعوه صلى الله عليه وسلم كما قال المفسرون في أول سورة ص - إلى أن يكف عن آلهتهم ، وكان الإقرار عليها عبادة لها ، تسبب عن ذلك أمره صلى الله عليه وسلم بما يصدعهم به بقوله : { قل } ولما كان مقام الغيرة يقتضي محو الأغيار ، وكان الغير إذا انمحى تبعه جميع أعراضه ، قدم الغير المفعول لأعبد المفعول - على تقدير " أن " - لتأمر فقال : { أفغير الله } أي الملك الأعظم الذي لا يقر على فساد أصلاً .

ولما كان تقديم الإنكار على فعلهم لهم أرجع ، وتأخير ما سبق من الكلام لإنكاره أروع ، وكان مد الصوت أوكد في معنى الكلام وأفزع وأهول وأفظع ، قال صارفاً الكلام إلى خطابهم ، لأنه أقعد في إرهابهم وأشد في اكتئابهم { تأمروني } بالإدغام المقتضي للمد في قراءة أكثر القراء . ولعل الإدغام إشارة إلى أنهم حالوه صلى الله عليه وسلم في أمر آلهتهم على سبيل المكر والخداع . ولما قرر الإنكار لإثبات الأغيار ، أتم تقرير ذكر العامل في { غير } قال حاذفاً " أن " المصدرية لتصير صلتها في حيز الإنكار : { أعبد } وهو مرفوع لأن " أن " لما حذفت بطل عملها ، ولم يراع أيضاً حكمها ليقال : إنه يمتنع نصب " غير " بها لأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول .

ولما كانت عبادة غير الله أجهل الجهل ، وكان الجهل محط كل سفول ، قال : { أيها الجاهلون * } أي العريقون في الجهل ، وهو التقدم في الأمور المنبهمة بغير علم - قاله الحرالي في سورة البقرة .