إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

{ قُلْ أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرُوني أَعْبُدُ أَيُّهَا الجاهلون } أي أبعدَ مشاهدةِ هذه الآياتِ غيرَ الله أعبدُ ، وتأمروني اعتراضٌ للدِّلالةِ على أنَّهم أمرُوه به عَقيب ذلكَ وقالُوا استلمْ بعضَ آلهتِنا نؤمنُ بإلِهك لفرطِ غباوتِهم . ويجوزُ أن ينتصبَ غيرُ بما يدلُّ عليه تأمروني أعبدُ لأنَّه بمعنى تعبِّدونني ، وتقولون لي أعبد على أنَّ أصلَه تأمرونني أنْ أعبدَ فحُذف أنْ ورُفعَ ما بعدَها كما في قوله : [ الطويل ]

أَلاَ أيُهذا الزَّاجري أحضُرَ الوَغَى *** وأنْ أشهدَ اللذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلدِي{[695]}

ويؤيِّدهُ قراءةُ أعبدَ بالنَّصبِ وقرئ تأمرونني بإظهارِ النُّونينِ على الأصلِ وبحذفِ الثَّانيةِ


[695]:ورد تخريجه سابقا وهو لطرفة بن العبد.