غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

32

{ قل أفغير الله } أي قل لهم بعد هذا البيان أفغير الله وهو منصوب { بأعبد } و { تأمروني } اعتراض والمعنى أفغير الله { أعبد } بأمركم . وذلك أن المشركين دعوه إلى دين آبائه . وجوز جار الله : أن ينصب بما يدل عليه جملة قوله { تأمروني أعبد } لأنه في معنى تعبدونني غير الله وتقولون لي اعبد . والأصل تأمرونني أن أعبد فحذف أن ورفع الفعل . ويمكن أن يعترض عليه بأن صلة " أن " كيف تتقدّم عليه . ويحتمل أن يجاب بأن العامل هو ما دل عليه الجملة كما قلنا لا قوله { أن أعبد } وقيل : التقدير أفبعبادة غير الله تأمروني ؟ وقوله { أيها الجاهلون } لا يكون أليق بالمقام منه لأنه لا جهل أشدّ من جهل من نهى عن عبادة أشرف الأشياء وأمر بعبادة أخس الأشياء .

/خ75