الآية 64 وقوله تعالى : { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ } دلت هذه الآية على أن سفه أولئك الكفرة قد بلغ غايته ، وجاوز حدّه ، حتى دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة من دونه بعد ما عرفوا فضيلة الرسالة في البشر وبعث البشر رسولا . فلولا ما وقع عندهم من الفضيلة للرسول والخصوصية له ، وإلا لم يُحتمل أن ينكروا وضعها في البشر وبعث البشر رسولا .
ثم قد أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيان والحجج ما قد قرّر{[18055]} عندهم آية الرسول إليهم .
فمع ما تقرّر عندهم ذلك دعوه إلى أن يعبد غير الله دونه ، فيكون لهم . فهذا منهم تناقض في القول وسفهٌ حين صيّروا المُفضَّل والمخصوص بالرسالة في العبادة من دونه كغير المفضّل والمخصوص بها ، والله أعلم ، ليُعلَم أنهم لسفههم ونعنّتهم كانوا يدعونه إلى عبادة من [ هو ]{[18056]} دون الله ، والله أعلم .
وقوله عز وجل : { أيها الجاهلون } سماهم جهلة بما أمروه ، ودعوه إلى عبادة غير الله . وكذلك قال موسى عليه السلام /472 – ب/ لقومه حين سألوا موسى أن يجعل لهم إلها كما لهم آلهة : { إنكم قوم تجهلون } [ الأعراف : 138 ] .
ثم يحتمل قوله عز وجل : { أيها الجاهلون } وجوها :
أحدها : { أيها الجاهلون } في التسوية بين المفضّل والمخصوص [ بالرسالة وبين من لم ]{[18057]} يخص بذلك في عبادة غير الله .
[ والثاني ]{[18058]} : { أيها الجاهلون } عن هداية الله وخصوصيته .
[ والثالث ]{[18059]} : { أيها الجاهلون } عن جميع نعمه وإحسانه حين{[18060]} لم يذكروه فيها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.