فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ} (64)

{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ } الاستفهام للإنكار التوبيخي ، والفاء للعطف على مقدر كنظائره ، والأصل أفتأمروني ؟ أي بعد مشاهدة الآيات الدالة على انفراده وتوحيده أن أعبد غير الله ، قاله الكسائي وغيره ، وقيل : أفتلزموني عبادة غير الله ؟ أو أعبد غير الله ؟ أمره الله سبحانه أن يقول هذا للكفار لمّا دعوه إلى ما هم عليه من عبادة الأصنام وقالوا : هو دين آبائك .

وعن ابن عباس أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزوجوه ما أراد من النساء ، ويطأون عقبه فقالوا له : هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ، ولا تذكرها بسوء ، قال : حتى أنظر ما يأتيني من ربي ، فجاء الوحي : { قل يا أيها الكافرون } إلى آخر السورة ، وأنزل الله عليه { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي } إلى قوله : { مِنَ الْخَاسِرِينَ } {[1450]} .


[1450]:سيأتي الكلام عنه عند تفسيرنا لسورة الكافرون