الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

" من الذين فرقوا دينهم " تأوله أبو هريرة وعائشة وأبو أمامة : أنه لأهل القبلة من أهل الأهواء والبدع . وقد مضى " في الأنعام " {[12505]} بيانه . وقال الربيع بن أنس : الذين فرقوا دينهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وقاله قتادة ومعمر . وقرأ حمزة والكسائي : " فارقوا دينهم " ، وقد قرأ ذلك علي بن أبي طالب ؛ أي فارقوا دينهم الذي يجب اتباعه ، وهو التوحيد . " وكانوا شيعا " أي فرقا . قاله الكلبي . وقيل أديانا . قاله مقاتل . " كل حزب بما لديهم فرحون " أي مسرورون معجبون ؛ لأنهم لم يتبينوا الحق وعليهم أن يتبينوه . وقيل : كان هذا قبل أن تنزل الفرائض . وقول ثالث : أن العاصي لله عز وجل قد يكون فرحا بمعصيته ، فكذلك الشيطان وقطاع الطريق وغيرهم ، والله أعلم . وزعم الفراء أنه يجوز أن يكون التمام " ولا تكونوا من المشركين " ويكون المعنى : من الذين فارقوا دينهم " وكانوا شيعا " على الاستئناف ، وأنه يجوز أن يكون متصلا بما قبله . النحاس : وإذا كان متصلا بما قبله فهو عند البصريين البدل بإعادة الحرف ؛ كما قال جل وعز : " قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم " [ الأعراف : 75 ] ولو كان بلا حرف لجاز .


[12505]:راجع ج 7 ص 149 و ص 240.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

{ مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ( 32 ) }

ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع الذين بدَّلوا دينهم ، وغيَّروه ، فأخذوا بعضه ، وتركوا بعضه ؛ تبعًا لأهوائهم ، فصاروا فرقًا وأحزابًا ، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم ، يعين بعضهم بعضًا على الباطل ، كل حزب بما لديهم فرحون مسرورون ، يحكمون لأنفسهم بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل .