قوله تعالى : " قيل يا نوح اهبط بسلام منا " أي قالت له{[8720]} الملائكة ، أو قال الله تعالى له : اهبط من السفينة إلى الأرض ، أو من الجبل إلى الأرض ، فقد ابتلعت الماء وجفت . " بسلام منا " أي بسلامة وأمن . وقيل : بتحية . " وبركات عليك " أي نعم ثابتة ، مشتق من بروك الجمل وهو ثبوته وإقامته . ومنه البركة لثبوت الماء فيها . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ( نوح آدم الأصغر ) ، فجميع الخلائق الآن من نسله ، ولم يكن معه في السفينة من الرجال والنساء إلا من كان من ذريته ، على قول قتادة وغيره ، حسب ما تقدم ، وفي التنزيل " وجعلنا ذريته هم الباقين{[8721]} " [ الصافات : 77 ] . " وعلى أمم ممن معك " قيل : دخل في هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة . ودخل في قوله " وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم " كل كافر إلى يوم القيامة ، روي ذلك عن محمد بن كعب . والتقدير على هذا : وعلى ذرية أمم ممن معك ، وذرية أمم سنمتعهم . وقيل : " من " للتبعيض ، وتكون لبيان الجنس . " وأمم سنمتعهم " ارتفع و " أمم " على معنى وتكون أمم . قال الأخفش سعيد كما تقول : كلمت زيدا وعمرو جالس . وأجاز الفراء في غير القراءة وأمما ، وتقديره : ونمتع أمما . وأعيدت " على " مع " أمم " لأنه معطوف على الكاف من " عليك " وهي ضمير المجرور ، ولا يعطف على ضمير المجرور إلا بإعادة الجار على قول سيبويه وغيره . وقد تقدم في " النساء " {[8722]} بيان هذا مستوفى في قوله تعالى : " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " [ النساء : 1 ] بالخفض . والباء في قوله : " بسلام " متعلقة بمحذوف ؛ لأنها في موضع الحال ، أي اهبط مسلما عليك . و " منا " في موضع جر متعلق بمحذوف ؛ لأنه نعت للبركات . " وعلى أمم " متعلق بما تعلق به " عليك " ؛ لأنه أعيد من أجل المعطوف على الكاف . و " من " في قوله : " ممن معك " متعلق بمحذوف ؛ لأنه في موضع جر نعت للأمم . و " معك " متعلق بفعل محذوف ؛ لأنه صلة " لمن " أي ممن استقر معك ، أو آمن معك ، أو ركب معك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.