قوله تعالى : { قِيلَ يا نُوحٌ اهبط بسلام مّنَّا } يعني : انزل من السّفينة مسلّماً من عذابنا ، وغرقنا . ويقال : بسلام عليك ، كما قال : { سلام على نُوحٍ فِى العالمين } [ الصافات : 79 ] ، { وبركات } يعني : وسعادات { عَلَيْكَ وعلى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ } يعني : الذين كانوا في السفينة معه ، { وَأُمَمٌ سَنُمَتّعُهُمْ } يعني : من كان من أهل الشّقاء سنمتِّعهم في الدنيا { ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } يَصِيبهم في الآخرة ، وقَالَ مقاتل : اهبط من السفينة بسلام منا . فسلمه الله ومن معه من الغرق { وبركات عليك وعلى أمم ممن معك } . يعنى بالبركة إنهم توالدوا وكثروا { وَأُمَمٌ سَنُمَتّعُهُمْ } ، وهم قوم هود ، وشعيب ، ولوط .
وقال محمد بن كعب القرظي في قوله : { اهبط بسلام مّنَّا وبركات عَلَيْكَ وعلى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } قال : دخل في السلام والبركة ، كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ، ودخل في المتاع والعذاب ، كل كافر إلى يوم القيامة . ويقال : إنهم لمَّا خرجوا من السفينة ، بنوا مدينة وسموها : مدينة ثمانين ، ويقال : ماتوا كلهم ، ولم يكن منهم نسل ، إلا من أولاد نوح ، وكان له ثلاثة بنين سام وحام ويافث ، سوى الذي غرق كما قال في موضع آخر : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقين } [ الصافات : 77 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.