{ وقيل يا نوح اهبط } أي من السفينة بعد استوائها على الجبل ، أو انزل من الجبل إلى الفضاء ملتبساً { بسلام منا } بسلامة من التهديد والوعيد بل من جميع الآفات والمخافات ، لأنه لما خرج من السفينة كان خائفاً من عدم المأكول والملبوس وسائر جهات الحاجات لأنه لم يبق في الأرض شيء يمكن أن ينتفع به من النبات والحيوانات . وقيل : أي مسلماً عليك مكرماً . والبركات الخيرات النامية الثابتة ، وفسروها في هذا المقام بأنه وعد له بأن جميع أهل الأرض من الأشخاص الإنسانية يكون من نسله إما لأنه لم يكن في السفينة إلا من هو ذريته ، وإما لأنه لما خرج من السفينة مات من لم يكن من أهله وبقي النسل والتوالد في ذرّيته ، دليله قوله سبحانه
{ وجعلنا ذريته هم الباقين } [ الصافات :77 ] فنوح آدم الأصغر . وقيل : لما وعده السلامة من الآفات وعده أن موجبات السلامة والراحة تكون في التزايذ والثبات لا عليك وحدك بل { وعلى أمم ممن معك } إن كان " من " للبيان فالمراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة لأنهم كانوا جماعات ، أو هم أصل الأمم التي انشعبت منه . وإن كان لابتداء الغاية فالمعنى على أمم ناشئة ممن معك إلى آخر الدهر . وهذا شأن الأمة المؤمنة ثم ذكر حال الأمة الكافرة المتوالدة فقال : { وأمم } وهو رفع على الابتداء والخبر محذوف أي وممن معك أمم { سنمتعهم } في الدنيا { ثم يمسهم } في الآخرة { منا عذاب أليم } عن ابن زيد : هبطوا والله عنهم راض ، ثم أخرج منهم نسلاً منهم من رحم ومنهم من عذب ، وخصص بعضهم الأمم الممتعة بقوم هود وصالح ولوط وشعيب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.