قوله تعالى : " وترى المجرمين " وهم المشركون . " يومئذ " أي يوم القيامة . " مقرنين " أي مشدودين " في الأصفاد " وهي الأغلال والقيود ، وأحدها صفد وصفد . ويقال : صفدته صفدا أي قيدته والاسم الصفد ، فإذا أردت التكثير .
قلت : صفدته تصفيدا ، قال عمرو بن كلثوم :
فآبُوا بالنِّهَابِ وبالسَّبَايَا *** وأبْنَا بالمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا
من كل مأسورٍ يُشَدُّ صِفَادُهُ *** صَقْرٍ إذا لاقى الكريهةَ حَامِ
أي غلُّهُ ، وأصفدته إصفادا أعطيته . وقيل : صفدته وأصفدته جاريان في القيد والإعطاء جميعا ، قال النابغة{[9584]} :
فلم أُعَرِّضْ أبيتَ اللعنَ بالصَّفَدِ
فالصفد العطاء ؛ لأنه يقيد ويعبد ، قال أبو الطيب :
وقَيَّدْتُ نفسي في ذَرَاكَ{[9585]} مَحَبَّةً*** ومن وَجَدَ الإحسانَ قَيْداً تَقَيَّدَا
قيل : يقرن كل كافر مع شيطان في غل ، بيانه قوله : " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم{[9586]} " [ الصافات : 22 ] يعني قرناءهم من الشياطين . وقيل : إنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.