إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (49)

{ وَتَرَى المجرمين } عطف على برزوا ، والعدولُ إلى صيغة المضارع لاستحضار الصورةِ أو للدلالة على الاستمرار ، وأما البروزُ فهو دفعيٌّ لا استمرار فيه وعلى تقدير حاليةِ برزوا فهو معطوفٌ على تبدل ويجوز عطفُه على عامل الظرف المقدم على تقدير كونِه ينجزه { يَوْمَئِذٍ } يومَ إذ برزوا له عز وجل أو يوم إذ تبدل الأرضُ أو يوم يُنجِز وعدَه { مُقْرِنِينَ } قُرن بعضهم مع بعض حسب اقترانهم في الجرائم والجرائر ، أو قُرنوا مع الشياطين الذين أغوَوْهم أو قرنوا مع ما اقترفوا من العقائد الزائغة والملَكات الردِيّة والأعمال السيئة غِبَّ تصور كلَ منها وتشكلهما بما يناسبهما من الصور الموحشة والأشكال الهائلة ، أو قرنت أيديهم وأرجلُهم إلى رقابهم وهو حال من المجرمين { في الأصفاد } في القيود أو الأغلال ، وهو إما متعلقٌ بقوله تعالى : { مُقْرِنِينَ } أو حال من ضميره أي مصفّدين .