ولما وصف نفسه -تعالى- بكونه قهاراً ، بيَّن عجزهم ، وذلتهم فقال : " وتَرَى المُجْرمينَ " وصفهم بصفات :
الأولى : قوله : { مُّقَرَّنِينَ فِي الأصفاد } " يجوز أن يكون حالاً على أنَّ الرؤية بصريّة ، وأن يكون مفعولاً ثانياً على أنَّها علمية ، و " فِي الأصْفادِ " متعلق به .
وقيل : بمحذوف على أنه حال أو صفة ل " مُقرَّنينَ " " .
والمُقرن : من جمع في القَرَن ، وهون الحبل الذي يربط به ، قال : [ البسيط ]
وابنُ اللَّبُون إذَا ما لُزَّ فِي قرنٍ *** لَمْ يَستَطعْ صَولةَ البُزْلِ القَناعِيسِ{[19396]}
ب- والخَيْرُ والشَّرُّ مَلْزُوزان في قَرنٍ{[19397]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ج- إنِّي لَدَى الباب كالمَلزُوزِ في قَرنٍ{[19398]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يقال : قَرنْتُ الشَّيء بالشَّيء إذا شددتهُ بِهِ ، ووَصلتهُ ، والقرنُ : اسم للحَبْلِ الذي يُشَدُّ بِهِ ، ونكَّرهُ لِكثرةِ ذلِك .
والأصْفَادُ : جمع صفدٍ ، وهو الغلُّ ، والقيد ، يقال : صَفَدَهُ يَصْفِده صَفْداً ، قيَّدهُ ، والاسم الصَّفَد ، وصفَّدهُ مشدداً للتكثير ؛ قال : [ الوافر ]
فآبُوا بالنّهَابِ وبالسَّبَايَا *** وأبْنَا بالمُلُوكِ مُصفَّدِينَا{[19399]}
والأصفادُ من{[19400]} الصَّفْد ، وأصفْدَه ، أي : أعطاه ، ففرَّقُوا بين " فَعَل " و " أفْعَلَ " .
وقيل : بل يستعملان في القَيْدِ ، والعَطاءِ ، قال النابغة الذبياني : [ البسيط ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** فَلمْ أعرِّضْ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفدِ{[19401]}
أي : بالإعطاءِ ، وسمي العطاء صفداً ، لأنَّه يُقيَّدُ من يعطيه ، منه : أنا مغلول أياديك ، أسير نعمتك .
قيل : يقرن كل كافرٍ مع شيطانٍ في سلسلة ، بيانهن قوله : { احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } [ الصافات : 22 ] يعنى : قرناءهم من الشَّياطين ، وقوله -جل ذكره- : { وَإِذَا النفوس زُوِّجَتْ } [ التكوير : 7 ] . أي قرنت .
وقيل : مقرونة أيديهم ، وأرجلهم إلى رقابهم بالأصفاد أي : بالقيود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.