السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (49)

ولما وصف نفسه سبحانه وتعالى بكونه قهاراً بين عجزهم وذلتهم بقوله تعالى : { وترى } يا محمد ، أي : تبصر { المجرمين } ، أي : الكافرين { يومئذٍ } ، أي : يوم القيامة ، ثم ذكر تعالى من صفات عجزهم وذلتهم أموراً : الصفة الأولى : قوله تعالى : { مقرّنين } ، أي : مشدودين { في الأصفاد } جمع صفد وهو القيد . قال الكلبي : كل كافر مع شيطان في غل . وقال عطاء : وهو معنى قوله تعالى : { وإذا النفوس زوجت } [ التكوير ، 7 ] ، أي : قرنت فتقرن نفوس المؤمنين الحور العين ، ونفوس الكافرين بقرنائهم من الشياطين ، وقيل : هو قرن بعض ، الكفار ببعض فتضم تلك النفوس الشقية والأرواح الكدرة الظلمانية بعضها إلى بعض لكونها متشاكلة متجانسة ، وتنادى ظلمة كل واحدة منها إلى الأخرى . وقال ابن زيد : قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأغلال .