فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (49)

{ وَتَرَى المجرمين يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأصفاد } معطوف على { برزوا } أو على { تبدّل } ، والمجيء بالمضارع لاستحضار الصورة ، والمجرمون هم : المشركون ، و{ يومئذٍ } يعني : يوم القيامة ، و{ مُقْرِنِينَ } أي : مشدودين إما بجعل بعضهم مقروناً مع بعض ، أو قرنوا مع الشياطين ، كما في قوله : { نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [ الزخرف : 36 ] . أو جعلت أيديهم مقرونة إلى أرجلهم ، والأصفاد : الأغلال ، والقيود . والجار والمجرور متعلق بمقرّنين ، أو حال من ضميره . يقال : صفدته صفداً ، أي : قيدته ، والاسم : الصفد ، فإذا أردت التكثير ، قلت صَفَّدته . قال عمرو بن كلثوم :

فآبوا بالنهاب وبالسبايا *** وأبنا بالملوك مصفدينا

وقال حسان بن ثابت :

من بين مأسور يشدّ صفاده *** صقر إذا لاقى الكريهة حامي

ويقال : صفدته وأصفدته : إذا أعطيته . ومنه قول النابغة :

ولم أعرّض أبيت اللعن بالصف *** . . .

/خ52