الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (105)

قوله تعالى : { ما يود } أي ما يتمنى ، وقد تقدم{[1045]} . { الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين } معطوف على " أهل " . ويجوز : ولا المشركون ، تعطفه على الذين ، قاله النحاس . { أن ينزل عليكم من خير من ربكم } " من " زائدة ، " خير " اسم ما لم يسم فاعله . و " أن " في موضع نصب ، أي بأن ينزل .

قوله تعالى : { والله يختص برحمته من يشاء } قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : { يختص برحمته } أي بنبوته ، خص بها محمدا صلى الله عليه وسلم . وقال قوم : الرحمة القرآن . وقيل : الرحمة في هذه الآية عامة لجميع أنواعها التي قد منحها الله عباده قديما وحديثا ، يقال : رحم يرحم إذا رق . والرحم والمرحمة والرحمة بمعنى ، قال ابن فارس . ورحمة الله لعباده : إنعامه عليهم وعفوه لهم .

قوله تعالى : { والله ذو الفضل العظيم } " ذو " بمعنى صاحب .


[1045]:يراجع ص 34 من هذا الجزء.