{ يود } يتمنى ويحب { ذو } صاحب
{ ما يود الذين كفروا } أنبأنا العليم الخبير بكراهية الكافرين لنا وحبهم لهلاكنا يستوي في ذلك كتابيهم ومشركهم { من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم }{[379]} فهؤلاء اليهود والنصارى وأولئك الوثنيون يتمنون أن نحرم الهداية والرحمة يحسدوننا على ما آتانا الله من فضله -{ من } الأولى للبيان لأن الذين كفروا جنس تحته نوعان : أهل الكتاب والمشركون كقوله { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين . . . }{[380]} . . . . والثانية لاستغراق الخير فإن { ينزل } في سياق النفي فمعنى ما يود أن ينزل : يود أن لا ينزل والثالثة لابتداء الغاية -{[381]} ( وفي الآية دلالة على أن الله تعالى نهى المؤمنين عن الركون إلى أعدائهم من أهل الكتاب والمشركين والاستماع من قولهم وقبول شيء مما يأتونهم به على وجه النصيحة لهم منه باطلاعه جل ثناؤه إياهم به على ما يستبطنه لهم أهل الكتاب والمشركون من الضغن والحسد وإن أظهروا بألسنتهم خلاف ما يستبطنون . . . { والله يختص برحمته من يشاء } والله يختص من يشاء بنبوته ورسالته فيرسله إلى من يشاء من خلقه فيتفضل بالإيمان على من أحب فيهديه له واختصاصه إياهم بها وإفرادهم بها دون غيره من خلقه وإنما جعل الله رسالته إلى من أرسل إليه من خلقه وهدايته من هدى من عباده رحمة منه له ليصيره بها إلى رضاه ومحبته وفوزه بها بالجنة{[382]} واستحقاقه به ثناؤه وكل ذلك رحمة من الله له ؛ وأما قوله { والله ذو الفضل العظيم } فإنه من الله جل ثناؤه عن أن كل خير ناله عباده في دينهم ودنياهم فإنه من عنده ابتداء وتفضلا منه عليهم من غير استحقاق منهم ذلك عليه . . . ){[383]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.