وقوله : { ما يَوَدُّ الذين كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكتاب } الآية ، فيه بيان شدة عداوة الكفار للمسلمين حيث لا يودّون إنزال الخير عليهم من الله سبحانه .
ثم ردّ الله سبحانه ذلك عليهم ، فقال : { والله يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء } الآية . وقوله : { أَن يُنَزّلَ } في محل نصب على المفعولية ، و«من » في قوله : { منْ خَيْرٍ } زائدة ، قاله النحاس ، وفي الكشاف أن «من » في قوله : { منْ أَهْلِ الكتاب } بيانية ، وفي قوله : { منْ خَيْرٍ } مزيدة لاستغراق الخير ، وفي قوله : { من ربّكُمْ } لابتداء الغاية ، وقد قيل بأن الخير الوحي . وقيل غير ذلك ، والظاهر أنهم لا يودّون أن ينزل على المسلمين أيّ خير كان ، فهو لا يختص بنوع معين ، كما يفيده وقوع هذه الفكرة في سياق النفي ، وتأكيد العموم بدخول «من » المزيدة عليها ، وإن كان بعض أنواع الخير أعظم من بعض ، فذلك لا يوجب التخصيص . والرحمة قيل : هي القرآن . وقيل النبوّة . وقيل : جنس الرحمة من غير تعيين كما يفيد ذلك الإضافة إلى ضميره تعالى : { والله ذُو الفضل العظيم } أي : صاحب الفضل العظيم ، فكيف لا تودون أن يختص برحمته من يشاء من عباده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.