محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (105)

{ ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربكم والله يختصّ برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم 105 } .

{ ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربكم } بيان لشدة عداوة الكافرين من القبيلين للمؤمنين ، حسدا وبغيا . ليقطع التشبه بهم . فإن مخالفة الأعداء من الأعراض العظيمة للمتمكنين في الأخلاق الفاضلة . ثم بين أن الحسد لا يؤثر في زوال ذلك بقوله : { والله يختصّ برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } و( الاختصاص ) عناية تعيّن المختص لمرتبة ينفرد بها دون غيره ، وفيه تنبيه على ما أنعم به على المؤمنين ، من الشرع التام الكامل الذي شرعه لهم .