الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (105)

{ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } الآية : وذلك إنّ المسلمين كانوا إذا قالوا لحلفائهم من اليهود : آمنوا بمحمّد قالوا : ما هذا الّذي تدعوننا إليه بخير مما نحن عليه ولو [ هدانا ] لكان خيراً . فأنزل الله تعالى تكذيباً لهم ( ما يودّ ) : يريد ويتمنى الّذين كفروا من أهل الكتاب يعني اليهود . { وَلاَ الْمُشْرِكِينَ } مجرور في اللفظ بالنسق على من مرفوع المعنى بفعله كقوله عزّ وجلّ { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] { أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ } أي خبر كما نقول : ما أتاني من أحد من فيه ، وفي جوابها صلة ، وهي كثيرة في القرآن . { وَاللَّهُ يَخْتَصُّ } والاختصاص أوكد من الخصوص لأن الاختصاص لنفسك والخصوص لغيرك . { بِرَحْمَتِهِ } بنبوّته . { مَن يَشَآءُ } يخص بها محمّداً صلى الله عليه وسلم . { وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [ أي ابتداء لعلى . . . خبر علة أو المراد من الرحمة الإسلام والهداية ]