غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (105)

104

قوله { ما يود } الآية . { من } الأولى للبيان ، لأن { الذين كفروا } جنس تحته نوعان : أهل الكتاب والمشركون . كقوله { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } [ البينة : 1 ] { ولا } مزيدة لتأكيد النفي وقرئ { ولا المشركون } والثانية مزيدة لاستغراق الخير ف { أن ينزّل } في سياق النفي : فمعنى ما يود أن ينزل يود أن لا ينزل . والثالثة لابتداء الغاية ، والخير الوحي وكذلك الرحمة { أهم يقسمون رحمة ربك } [ الزخرفة : 32 ] والمعنى أنهم يرون أنفسهم أحق بأن يوحى إليهم فيحسدونكم وما يحبون أن ينزل عليكم شيء من الوحي ، ولا أثر لهذا الحسد فإن الله يختص بالنبوة من يشاء ولا يكون إلا ما يشاء ، وما يشاء إلا ما تقتضيه الحكمة . { والله ذو الفضل العظيم } والفضل والفضيلة خلاف النقص والنقيصة ، والإفضال والإحسان ، وفيه إشعار بأن إيتاء النبوة من غاية الإحسان وأنهار شحة من بحار كمالهة { إن فضله كان عليك كبيراً }

[ الإسراء : 87 ] .