السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (63)

ولما بين تعالى حالهم في الدنيا أنهم ملعونون ومهانون ويقتلون أراد أن يبين حالهم في الآخرة فذكرهم بالقيامة وذكر ما يكون لهم فيها بقوله : { يسألك } يا أشرف الخلق { الناس } أي : المشركون استهزاء منهم وتعنتاً وامتحاناً { عن الساعة } أي متى تكون في أي : وقت { قل } أي : لهم في جوابهم { إنما علمها عند الله } الذي أحاط علمه بجميع الأشياء { وما يدريك } أي : أي شيء يعلمك أمر الساعة ومتى يكون قيامها أنت لا تعرفه { لعل الساعة } أي : التي لا ساعة في الحقيقة غيرها لما لها من العجائب { تكون } أي : توجد وتحدث على وجه مهوّل عجيب { قريباً } أي : في زمن قريب قال البقاعي : ويجوز أن يكون التذكير لأجل الوقت لأن السؤال عنها إنما هو عن تعيين وقتها قال البخاري في الصحيح : إذا وصفت صفة المؤنث قلت قريبة ، وإذا جعلته ظرفاً أو بدلاً ولم ترد الصفة نزعت الهاء من المؤنث ، وكذلك لفظها في الاثنين والجمع للذكر والأنثى .