بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (63)

قوله عز وجل : { يَسْألُكَ الناس عَنِ الساعة } يعني : عن قيام الساعة وذلك أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله : متى الساعة ؟ فقال عليه السلام : «مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ » . فنزل { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله } يعني : علم قيام الساعة عند الله { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً } يعني : سريعاً . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : " من أشراط الساعة أن يفتح القول ، ويحزن الفعل ، وأن ترفع الأشرار ، وتوضع الأخيار " . -ومعنى يفتح الأقوال : أن تقول أفعل غداً . فإذا جاء غداً خالف قوله وقت الفعل . وأصل الفتح : الابتداء ، وهو أن يعد لأخيه عدة حسنة ثم يخالفه . - وقال عطاء بن أبي رباح : من اقتراب الساعة مطر ولا نبات ، وعلو أصوات الفساق في المساجد ، وظهور أولاد الزِّنى ، وموت الفجأة ، وانبعاث الرويبضة يعني : السفلة من الناس " . وقوله : { لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً } ولم يقل قريبة ، لأنها جعلت ظرفاً وبدلا ، ً ولم تجعل نعتاً وصفة .