فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (63)

{ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ } أي عن وقت حصولها ووجودها وقيامها ، قيل السائلون عنها هم أولئك المنافقون والمرجفون والمشركون واليهود لما توعدوا بالعذاب سألوا عن الساعة استبعادا وتكذيبا ، أو امتحانا ، لأن الله تعالى عمى وقتها في التوراة وسائر الكتب { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ } يعني أنه سبحانه قد استأثر به ولم يطلع عليه نبيا مرسلا ولا ملكا مقربا .

{ وَمَا يُدْرِيكَ } أي ما يعلمك ويخبرك يا محمد { لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا } أي في زمان قريب وانتصاب قريبا على الظرفية والتذكير لكون الساعة في معنى اليوم ، أو الوقت مع كون التأنيث ليس بحقيقي ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان أنها إذا كانت محجوبة عنه لا يعلم وقتها – وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم – فكيف بغيره من الناس وفي هذا تهديد عظيم للمستعجلين وإسكات للممتحنين والمشركين ؛ ولمن يثبت علم المغيبات للأنبياء والصلحاء وغيرهم من الخلق .