{ لتؤمنوا بالله ورسوله } قرأ الجمهور بالفوقية وقرئ بالتحتية ، فعلى الأولى الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته ، وعلى الثانية المراد المبشرون والمنذرون وهما سبعيتان ، وفيه امتنان منه تعالى عليه صلى الله عليه وسلم حيث شرفه بالرسالة وبعثه إلى الكافة شاهدا على أعمال أمته .
{ وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا } أي غدوة وعشية ، والخلاف بين القراء في هذه الأفعال الثلاثة ، كالخلاف في لتؤمنوا كما سلف ومعنى تعزروه تعظموه أو تفخموه قاله الحسن ، والتعزيز التوقير والتعظيم وقال قتادة : تنصروه وتمنعوا منه ، وقال عكرمة : تقاتلوا معه بالسيف ، وقال ابن عباس : يعني الإجلال ؛ وعنه قال : تضربوا بين يديه بالسيف .
وعن جابر بن عبد الله قال : " لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وتعزروه قال لأصحابه : ما ذاك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : لتنصروه " {[1507]} ، رواه ابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه ، ومعنى توقروه تعظموه ، وقال السدي : تسودوه ، وقال ابن عباس : يعني التعظيم قيل : والضميران في الفعلين للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهنا وقف تام ، ثم يبتدئ وتسبحوه ، أي تسبحوا الله عز وجل وهو من التسبيح الذي هو التنزيه من جميع النقائض ، أو من السبحة وهي الصلاة وقيل : الضمائر كلها في الأفعال الثلاثة لله عز وجل فيكون المعنى تثبتون له التوحيد وتنفون عنه الشركاء وقيل تنصروا دينه وتجاهدوا مع رسوله وزاد الزمخشري ومن فرق الضمائر فقد أبعد ، ومثله في المدارك قال الحفناوي : وهذا أظهر لتكون الضمائر على وتيرة واحدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.