الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (9)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { إنا أرسلناك شاهداً } قال : شاهداً على أمته وشاهداً على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنهم قد بلّغوا { ومبشراً } يبشر بالجنة من أطاع الله { ونذيراً } ينذر الناس من عصاه { ليؤمنوا بالله ورسوله } قال : بوعده وبالحساب وبالبعث بعد الموت . { وتعزروه } قال : تنصروه { وتوقروه } قال : أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه ، قال : وكان في بعض القراءة { ويسبحوا الله بكرة وأصيلا } .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه : { وتعزروه } قال : لينصروه { ويوقروه } أي ليعظموه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وتعزروه } يعني الإِجلال { وتوقروه } يعني التعظيم يعني محمداً صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وتعزروه } قال : تضربوا بين يديه بالسيف .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { وتعزروه } قال : تقاتلوا معه بالسيف .

وأخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { وتعزروه } قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «ما ذاك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : { لتنصروه } » .

وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان ابن عباس يقرأ هذه الآية { تؤمنون بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً } قال : فكان يقول : إذا أشكل ياء أو تاء فاجعلوها على ياء فإن القرآن كله على ياء .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { ويسبحوه } قال : يسبحوا الله ، رجع إلى نفسه .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال : في قراءة ابن مسعود { ويسبحوا الله بكرة وأصيلاً } .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ { ويسبحوا الله بكرة وأصيلاً } .