ثم بين فائدة الإرسال فقال : { لِّتُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ } أي تعينوه وتنصروه «وَتُوَقِّرُوهُ » أي تُعظموه{[51660]} وتُفخموه ، هذه الكنايات راجعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم{[51661]} وههنا وقف . ثم قال وتسبحوه ، أي تسبحوا الله ، يريد يصلوا له بكرةً وَأصيلاً بالغَدََاةِ والعشيّّ .
وقيل : الكنايات راجعة إلى لله تعالى{[51662]} ، أي ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروا الله بتقوية دينه ، ويوقروه الله الذي يُعَظِّموه .
قوله : «لِتُؤْمِنُوا » قرأ ابن كثير وأبو عمرو ليُؤْمِنُوا وما بعده بالياء من{[51663]} تحت رجوعاً إلى قوله المؤمنين والمؤمنات . والباقون بتاء الخطاب ( وقرأ{[51664]} الجَحْدريّ يَعَزُّرُوه بفتح الياء{[51665]} وضم الزاي{[51666]} وهو أيضاً وجعفر بن محمد كذلك إلا أنهما كسرا الزاي . وابن عباس واليماني ويُعَزِّزُوهُ كالعامَّة إلا أنه بزايَين{[51667]} من العِزَّة . {[51668]}
فإن قيل : ما الحكمة في قوله في الأحزاب : { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً } [ الأحزاب : 45 - 46 ] وههنا اقتصر على الثلاثة الأول ؟ .
أحدهما : أن ذلك المقام كان مقام ذكر ، لأن أكثر السورة ذكر الرسول وأحواله وما تقدمه من المبايعة و الوعد بالدخول ففصل هناك{[51669]} ولم يفصل هنا .
وثانيهما : أن قوله : «شاهداً » لما لم يقتض أن يكون داعياً لجواز أن يقول مع نفسه أشهد أن لا إله إلا الله ولا يدعو الناس قال هناك : «وَدَاعِياً » كذلك{[51670]} ههنا لما لم يكن كونه شاهداً ينبئ عن كونه داعياً قال : ليؤمنوا بالله ويعزروه ويوقروهُ . وقوله : «بكرة وأصيلاً » يحتمل أن يكون إشارة إلى المداومة ، ويحتمل أن يكون لمخالفة عمل المشركين ، فإنهم كانوا يعبدون الأصنام في الكعبة بكرة وعشيَّةً ، فأمر الله بالتسبيح في أوقات ذكرهم الفَحْشَاء والمُنْكَر{[51671]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.