ولما تشوف السامع إلى ما كان من أمره بعد هذا الأمر العجيب قال تعالى : { لولا أن تداركه } أي : أدركه إدراكاً عظيماً { نعمة } أي : عظيمة جداً .
تنبيه : حسن تذكير الفعل لفصل الضمير في تداركه .
{ من ربه } أي : الذي أحسن إليه بإرساله وتهذيبه للرسالة والتوبة عليه والرحمة . وقال الضحاك : النعمة هنا النبوة ، وقال ابن جبير : عبادته التي سلفت ، وقال ابن زيد : نداؤه بقوله :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ، وقال ابن بحر : إخراجه من بطن الحوت . وقوله تعالى : { لنبذ } أي : لولا هذه الحالة السنية التي أنعم الله تعالى عليه بها لطرح طرحاً هيناً جداً { بالعراء } أي : الأرض القفراء الواسعة التي لا بناء فيها ولا جبال ولا نبات ، البعيدة عن الأنس جواب لولا . وقيل : جوابها مقدر ، أي : لولا هذه النعمة لبقي في بطن الحوت { وهو } أي : والحال أنه { مذموم } أي : ملوم على الذنب . وقيل : مبعد من كل خير . وقال الرازي : وهو مذموم على كونه فاعلاً للذنب ، قال : والجواب من ثلاثة أوجه : الأول : إن كلمة لولا دالة على أن هذه المذمومية لم تحصل . الثاني : لعل المراد من المذمومية ترك الأفضل ، فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.