فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّوۡلَآ أَن تَدَٰرَكَهُۥ نِعۡمَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُومٞ} (49)

{ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مّن رَّبّهِ } أي لولا أن تدارك صاحب الحوت نعمة من الله ، وهي توفيقه للتوبة ، فتاب الله عليه { لَنُبِذَ بالعراء } أي لألقي من بطن الحوت على وجه الأرض الخالية من النبات { وَهُوَ مَذْمُومٌ } أي يذمّ ويلام بالذنب الذي أذنبه ، ويطرد من الرحمة ، والجملة في محل نصب على الحال من ضمير نبذ . قال الضحاك : النعمة هنا النبوّة . وقال سعيد بن جبير : عبادته التي سلفت . وقال ابن زيد : هي نداؤه بقوله : { لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سبحانك إِنّي كُنتُ مِنَ الظالمين } [ الأنبياء : 87 ] وقيل : مذموم مبعد . وقيل : مذنب . قرأ الجمهور : { تَدَارَكَهُ } على صيغة الماضي ، وقرأ الحسن وابن هرمز والأعمش بتشديد الدال ، والأصل : تتداركه بتاءين مضارعاً فأدغم ، وتكون هذه القراءة على حكاية الحال الماضية ، وقرأ أبيّ وابن مسعود وابن عباس «تداركته » بتاء التأنيث .

/خ52