إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَّوۡلَآ أَن تَدَٰرَكَهُۥ نِعۡمَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُومٞ} (49)

{ لَولاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ من ربّهِ } وقُرِئَ رحمةٌ وهُو توفيقُهُ للتوبةِ وقبولُهَا منْهُ ، وحسُنَ تذكيرُ الفعلِ للفصلِ بالضميرِ ، وقُرِئَ تداركتْهُ وتَداركُهُ أي تتداركهُ على حكايةِ الحالِ الماضيةِ بمَعْنَى لولا أنْ كانَ يقالُ فيهِ تتداركه . { لَنُبِذَ بالعراء } بالأرضِ الخاليةِ من الأشجارِ { وَهُوَ مَذْمُومٌ } مُليمٌ مطرودٌ من الرحمةِ والكرامةِ ، وهو حالٌ من مرفوعِ نُبذَ عليهَا يعتمدُ جوابُ لولا لأنَّها هي المنفيةُ لا النبذُ بالعراءِ كما مرَّ في الحالِ الأُولى ، والجملةُ الشرطيةُ استئنافٌ ، وإنْ لبيانِ كونِ المنهيِّ عنْهُ أمراً محذوراً مستتبعاً للغائلةِ .