فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَّوۡلَآ أَن تَدَٰرَكَهُۥ نِعۡمَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُومٞ} (49)

{ لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ( 49 ) }

{ تداركه نعمة } بدون تاء في الفعل لأن تأنيث نعمة غير حقيقي . تداركته رحمة من الله فتاب عليه ورعاه ونجاه ، ولولا نعمة ربنا لبقي في بطن الحوت ثم بعث بعراء القيامة مذموما ، يشير إلى ذلك ما في قوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون }{[7507]} .

وهكذا يعلمنا مولانا البر الرحيم في شخص النبي الكريم عليه الصلوات والتسليم أن لا نتعجل قضاء الله في أعداء الدين ، وإنما علينا أن نحمي الحق ونحن على يقين من نصرة الله للمؤمنين ، وانتقامه من المفسدين : { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون }{[7508]} .


[7507]:- سورة الصافات. الآيتان: 143، 144.
[7508]:- سورة الأحقاف. الآية 35.