الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَّوۡلَآ أَن تَدَٰرَكَهُۥ نِعۡمَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُومٞ} (49)

وقرأ ابن مسعود وغيره : { لَوْلاَ أَنْ تَدَارَكَتْهُ نِعْمَةُ } والنعمة التي تداركته هي الصَّفْحُ والاجتباء الذي سَبَقَ له عَنْدَ اللَّهِ عز وجل { لَنُبِذَ بالعراء } أي : لَطُرِحَ بالعرَاءِ وهُوَ الفَضَاءُ الَّذِي لاَ يُوارِي فيه جَبَلٌ ولاَ شَجَرٌ وَقَدْ نُبِذَ يونس عليه السلام بالعَرَاءِ وَلَكِنْ غَيْر مَذْمُومٍ ، وجاء في الحديث عن أسماء بِنْتِ عُمَيْسٍ قالَتْ : " عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ أَوْ في الكَرْبِ ، اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لاَ أَشْرِكُ بِه شَيْئاً " رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ، وأخرجَهُ الطبرانيُّ في كتاب «الدعاء » ، انتهى من «السلاح » .