لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

قوله جل ذكره : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } .

مَنْ وافقَ مغضوباً عليه أشْرَكَ نَفْسَه في استحقاقِ غضبِ مَنْ هو الغضبان ؛ فَمَنْ تَوَلَّ مغضوباً عليه مِنْ قِبَلِ الله استوجبَ غَضبَ الله وكفى بذلك هواناً وخسراناً .

/خ15

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

{ ألم تر } : أخبِرني ، وهو أسلوب من الكلام يراد به التعجب وإظهار الغرابة للمخاطب .

{ الذين تولوا قوما الخ . . . } : هم المنافقون واليهود .

{ قوما غضب الله عليهم } : هم اليهود .

{ ما هم منكم ولا منهم } : لأنهم مذبذبون .

{ ويحلفون على الكذب } : يعني يحلفون بأنهم معكم وهم كاذبون .

هذه الآية والآيات الأربع التي بعدها في المنافقين وأخبارهم ، وكذِبِهم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وسيأتي بعدَ أربَعِ سورٍ سورةٌ خاصة بالمنافقين .

ألم تر أيها الرسول ، إلى هؤلاء المنافقين الذين اتخذوا اليهودَ المغضوبَ عليهم أولياءَ ينصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين ! إنهم ليسوا من المؤمنين إلا في الظاهر ، كما أنهم ليسوا من اليهود ، { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك لاَ إلى هؤلاء } [ النساء : 143 ] .

ثم بين الله تعالى أنهم يَحلِفون الأيمان الكاذبة ليُظهروا أنهم مسلمون ، ويَشهدوا أن محمدا رسولُ الله ، والله يشهدُ إنهم كاذبون .