{ أَلَمْ تَرَ } تعجيب منْ حالِ المنافقينَ الذين كانُوا يتخذونَ اليهودَ أولياءَ ويناصحونَهُم وينقلونَ إليهم أسرارَ المؤمنينَ ، أيْ ألمْ تنظُرْ { إِلَى الذين تَوَلَّوا } أيْ والوْا { قوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ } وَهُمْ اليهودُ كَمَا أنبأ عَنْهُ قولِهِ تَعَالى : { مَن لَعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ } [ سورة المائدة الآية 60 ] ، { مَا هُم منكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } لأنهم منافقونَ مذبذبونَ بينَ ذلكَ والجملةُ مستأنفةٌ أو حالٌ منْ فاعِلِ تولُوا { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكذب } أي يقولونَ والله إنَّا لمسلمونَ وهو عطفٌ عَلى تولَّوا داخلٌ في حُكمِ التعجيبِ وصيغةُ المضارعِ للدلالةِ على تكرر الحلفِ وتجددِّهِ حسبَ تكررِ ما يقتضيهِ وقولِهِ تَعَالى :{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } حالٌ منْ فاعِلِ يحلفونَ مفيدةٌ لكمال شناعةِ ما فعلُوا فإنَّ الحلفَ عَلى مَا يُعلمُ أنَّه كذبٌ في غايةِ القُبحِ وفيهِ دلالةٌ على أنَّ الكذبَ يعمُّ ما يعلمُ المخبرُ عدمَ مطابقتهِ للواقعِ وما لا يعلمُه . رُوي أنَّه عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ كانَ في حجرةٍ من حجراتِه فقال : «يدخلُ عليكُم الآن رجلٌ قلبُه قلبُ جبارٍ ، وينظرُ بعينِ شيطانٍ » فدخلَ عبدُ اللَّهِ بن نَبْتَل المنافقُ ، وكان أزرقَ ، فَقَالَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «علامَ تشتمني أنتَ وأصحابُك » فحلفَ بالله ما فعلَ فقالَ عليِه الصلاة والسلامُ : «فعلتَ » فانطلق فجاءَ بأصحابُه فحلفُوا بالله ما سبُّوه فنزلتْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.