تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

الآية 14 ، وقوله تعالى : { ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم } يذكر سفه المنافقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليوليهم قوما غضب الله عليهم على ما علم منهم أن الله تعالى قد غضب عليهم ، لكنهم تولوهم طمعا منهم في أموالهم وفي ما كان عندهم من السعة وفضل الدنيا .

ثم أخبر أنهم ليسوا منكم ، ولا أنتم منهم ، أي على دينهم ، أي أولئك اليهود ، لكنهم يتولونهم{[20848]} طمعا في ما عندهم من فضل الدنيا { ويحلفون على الكذب وهم يعلمون } كأنه قيل لهم : لم توليتم قوما غضب الله عليهم ؟ فحلفوا أنهم{[20849]} لم يتولوهم ، فأخبر أنهم كاذبون في حلفهم .

وفيه دلالة إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم تولوا اليهود سرا من المؤمنين ، وحلفوا كذبا ، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوليتهم وكذبهم في الحلف . دل أنه عليه السلام عرف ذلك بالوحي .


[20848]:في الأصل و م: يتولونه.
[20849]:في الأصل و م: أنه