بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِم } يعني : المنافقين اتخذوا اليهود أولياء وتولَّوهم وناصحوهم ، وهم اليهود ، وغضب الله عليهم . ثم قال : { مَّا هُم مّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } يعني : ليسوا منكم في الحقيقة ولا من اليهود في العلانية ، وهذا كقوله : { لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } . وكانوا إذا سألهم المسلمون : إنكم تتولون اليهود ، كانوا يحلفون بالله إنهم من المؤمنين ، كما قال الله تعالى في آية أخرى : { يَحْلِفُونَ بالله أَنَّهُمْ مِنكُمْ وَمَا هُم مّنكُمْ } فأخبر الله تعالى إنهم لكاذبون في أيمانهم ، فقال : { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ } يعني : يحلفون أنهم مصدقون في السر وهم يعلمون أنهم مكذبون .