غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

1

قال المفسرون : كان عبد الله بن نبتل المنافق يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود . فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجراته إذ قال : يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان ، فدخل ابن نبتل وكان أزرق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فحلف بالله ما فعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل فعلت ، فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فنزل { ألم تر إلى الذين تولوا } أي وأدّوا { قوماً غضب الله عليهم } وهم اليهود { ما هم منكم } لأنهم ليسوا مسلمين بالحقيقة { ولا منهم } لأنهم كانوا مشركين في الأصل { ويحلفون على الكذب } وهو ادعاء الإسلام . وفي قوله { وهم يعلمون } دلالة على إبطال قول الجاحظ إن الخبر الكذب هو الذي يكون مخالفاً للمخبر عنه مع أن المخبر يعلم المخالفة وذلك أنه لو كان كما زعم لم يكن لقوله { وهم يعلمون } فائدة بل يكون تكراراً صرفاً .

/خ22