فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين تَوَلَّواْ قَوْماً } أي والوهم . قال قتادة : هم المنافقون تولوا اليهود . وقال السديّ ، ومقاتل : هم اليهود تولوا المنافقين ، ويدلّ على الأوّل قوله : { غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ } فإن المغضوب عليهم هم اليهود ، ويدلّ على الثاني قوله : { مَّا هُم مّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } فإن هذه صفة المنافقين كما قال الله فيهم : { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك لاَ إلى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء } [ النساء : 143 ] وجملة : { مَّا هُم مّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } في محل نصب على الحال أو هي مستأنفة { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكذب } أي يحلفون أنهم مسلمون ، أو يحلفون أنهم ما نقلوا الأخبار إلى اليهود ، والجملة عطف على تولوا داخلة في حكم التعجيب من فعلهم ، وجملة : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } في محل نصب على الحال : أي والحال أنهم يعلمون بطلان ما حلفوا عليه ، وأنه كذب لا حقيقة له .