محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (14)

{ ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون } .

{ ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم } يعني المنافقين الذين كانوا يتولون اليهود ويناصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين كما بينته آية{[7021]} { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب . . . } الآية ، { ما هم منكم } أي من أهل دينكم وملتكم معشر المسلمين { ولا منهم }أي من اليهود كقوله تعالى {[7022]}{ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } ، { ويحلفون على الكذب } قال ابن جرير{[7023]} وذلك قولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم { نشهد إنك لرسول الله } وهم كاذبون غير مصدقين به { وهم يعلمون } أي المحذوف عليه كذب بحث .


[7021]:59/ الحشر / 11.
[7022]:4/ النساء / 143.
[7023]:انظر الصفحة رقم 23 من الجزء الثامن والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).