قوله : { ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم } الآيات
أي : ألم تنظر بعين قلبك يا محمد فترى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم . يعني : المنافقين والوا اليهود ، ما هم منكم [ ولا منهم ]{[67708]} ، أي : ما المنافقون من أهل دينكم ولا من أهل دينهم{[67709]} ، وهذا مثل قوله : { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب }{[67710]} الآية .
وهو{[67711]} مثل قوله أيضا : { فترى الذين في قلوبهم مرض } أي : نفاق { يسارعون فيهم } أي : في{[67712]} موالات اليهود { يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة }{[67713]} يعني المنافقين يقولون ذلك .
قال ابن زيد هؤلاء المنافقون{[67714]} قالوا لا ندع حلفاءنا وموالينا فيكونون معنا لنصرتنا وعزنا ، نخشى أن تصيبنا دائرة ، فقال الله جل ذكره : { فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده } الآيات{[67715]} .
وقوله { ويحلفون على الكذب وهم يعلمون } أي : يحلفون للنبي صلى الله عليه وسلم{[67716]} أنهم يشهدون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم{[67717]} . وهو قوله : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }{[67718]} أي : لكاذبون{[67719]} في ادعائهم أن ذلك إيمان من قلوبهم وإقرار صحيح ، إنما ذلك قول بألسنتهم واعتقادهم خلاف ذلك ، وهذا مثل قوله : { وإذا ألقوا الذين قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون }{[67720]} وذكر هذه الآية نزلت في رجل من المنافقين عاتبه النبي صلى الله عليه وسلم في أمر بلغه عنه ، فحلف كاذبا .
وقال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قد كاد الظل يتقلص عنه ، إذ قال يجيئكم الساعة رجل ينظر إليكم نظر شيطان{[67721]} ، فنحن على ذلك إذ أقبل رجل أزرق ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال علام تسبني أنت وأصحابك ؟ فقال دعي أجيئك بهم{[67722]} فمر فجاء بهم فحلفوا جميعا أنه ما كان من ذلك شيء ، فأنزل الله : { يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم }{[67723]} [ 18 ] الآية{[67724]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.