لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (58)

عَرَفَ يوسفُ- عليه السلام - إخوتَه وأنكروه ، لأنهم اعتقدوا أنّه في رِقِّ العبودية لمّا باعوه ، بينما يوسف- في ذلك الوقت- كان قاعداً بمكانِ المَلِكِ . فَمَنْ طلب الملِكَ في صفة العبيد متى يعرفه ؟

وكذلك منْ يعتقد في صفات المعبودِ ما هو مِنْ صفات الخَلْق . . . متى يكون عارفاً ؟ هيهات هيهات لما يحسبون !

ويقال لمَّا أَخْفَوْه صار خفاؤه حجَاباً بينهم وبين معرفتهم إياه ، كذلك العاصي . . بخطاياه وزلاتِه تقع غَبَرَةٌ على وجه معرفته .