فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (58)

قوله : { وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ } أي : جاءوا إلى مصر من أرض كنعان ليمتاروا لما أصابهم القحط { فَدَخَلُوا } على يوسف { فَعَرَفَهُمْ } لأنه فارقهم رجالاً { وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } لأنهم فارقوه صبياً يباع بالدراهم في أيدي السيارة بعد أن أخرجوه من الجبّ ، ودخلوا عليه الآن وهو رجل عليه أبهة الملك ، ورونق الرئاسة ، وعنده الخدم والحشم . وقيل : إنهم أنكروه لكونه كان في تلك الحال على هيئة ملك مصر ، ولبس تاجه وتطوّق بطوقه ، وقيل : كانوا بعيداً منه فلم يعرفوه ؛ وقيل غير ذلك .

/خ66