لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{۞وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (53)

لمَّا تمدَّح بقوله : { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنّىِ لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } كأنه نودي في سِرِّه : ولا حين همَمْتَ ؟ فقال : { وًمَآ أُبْرِّىءُ نفسي } .

ويقال : قوله : { لِيَعْلَمَ أَنّىِ لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } بيانُ الشكر على ما عصمه الله ، وقوله : { وَمَا أُبََرِّى نفسي } بيانُ العُذْرِ لما قصَّر في أمر الله ، فاستوجب شكرُه زيادةَ الإحسان ، واستحقَّ بعذره العفوَ .