بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (58)

وقد كان يوسف جمع في وقت الخصب ، مقدار ما يكفي السنين المجدبة للأكل والبيع ، فجعل الناس يعطونه أموالهم ، العروض ، والرقيق ، والعقار ، وغير ذلك . ويأخذون منه الطعام . ووقع القحط بأرض كنعان ، حتى أصاب آل يعقوب الحاجة إلى الطعام . فقال يعقوب لبنيه : إنهم يزعمون أن بمصر ملكاً يبيع الطعام ، فخرج بنو يعقوب وهم عشرة نحو مصر ، حتى أتوا يوسف فدخلوا عليه ، وعليه زي الملك فلم يعرفوه ، وعرفهم يوسف وكلموه بالعبرانية ، فأرسل يوسف إلى الترجمان ، وهو يعلم لسانهم . ولكنه أراد أن يشتبه عليهم ، فذلك قوله تعالى : { وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ } يعني : عرف يوسف أنهم إخوته { وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } يعني : لم يعرفوا أنه يوسف . لأنهم رأوه في حال الصغر ، وكان يوسف على زي الملوك ، بخلاف ما كانوا رأوه في الصغر .