الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (58)

قوله {[34687]} { وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه } – إلى قوله – { ولا تقربون }[ 58-60 ] المعنى : فيما ذكر ابن إسحاق أن يوسف عليه السلام {[34688]} لما أعلمهم بما يأتي من القحط ، وأن يستعدوا لما يأتيهم ، أتى الناس إلى مصر ، يلتمسون المير( ة ) {[34689]} من كل بلد . فأصاب {[34690]} الناس جهد ، فأمر يوسف ألا يحمل الرجل إلا بعيرا واحدا ، تقسيطا {[34691]} بين الناس ، ومنع أن يحمل أحد بعيرين . فقدم عليه إخوته فيمن قدم {[34692]} يلتمسون الميرة ، فعرفهم ، ولم يعرفوه لما أراد الله عز وجل {[34693]} {[34694]} .

وذكر السدي : أنه لما أصاب الناس الجوع ، أتى أخوة يوسف ليمتاروا ، وهم عشرة . وأمسك يعقوب عند نفسه أخا يوسف بنيامين {[34695]} ، فلما دخلوا على يوسف عرفهم ، ولم يعرفوه . قال لهم : أخبروني بأمركم ، فإني أنكر {[34696]} شأنكم ؟ قالوا : نحن قوم من أرض الشام . قال {[34697]} وما {[34698]} جاء بكم ؟ قالوا : جئنا نمتار طعاما {[34699]} . قال {[34700]} : فأخبروني خبركم . قالوا : إنا أخوة ، بنو رجل صديق . وكنا إثني عشر . وكان أبونا يحب أخا [ ل ] {[34701]}نا وإنه ذهب معنا إلى البرية {[34702]} فهلك فيها . وكان أحبنا إلى أبينا . قال : فإلى من يسكن أبوكم بعده ؟ قالوا : إلى أخ لنا أصغر منه . قال : وكيف تخبروني {[34703]} أن أباكم صديق ، وهو يحب الصغير منكم دون الكبير/ . إيتوني بأخيكم هذا حتى انظر إليه . قالوا : سنراود عنه أباه ، قال : فضعوا رهينة حتى ترجعوا ، فوضعوا شمعون {[34704]} وجهزوا أبعرتهم بالطعام .


[34687]:ط: وقوله.
[34688]:ساقط من ط.
[34689]:ساقط من ق.
[34690]:ق: وأصاب.
[34691]:ق: تسقيطا.
[34692]:ق: في مقدم.
[34693]:ساقط من ق.
[34694]:انظر هذا الخبر في: جامع البيان 16/153.
[34695]:ق: بن يامين.
[34696]:ق: انكرت.
[34697]:ق: قالوا.
[34698]:ط: ما.
[34699]:ط: الطعام.
[34700]:ق: قال قال وهو سهو من الناسخ.
[34701]:ساقط من النسختين والتصويب من الطبري.
[34702]:ق: البريئة.
[34703]:ط: فكيف تخبرونني.
[34704]:انظر هذا الخبر في: جامع البيان 16/153-154.