لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} (17)

في الآية تسليةٌ للمظلومين إذا استبطأوا هلاكَ الظالمين ، و( . . ) قِصَرِ أيديهم عنهم . فإذا فَكَّروا فيما مضى من الأُمم أمثالِهم وكيف بَنَوْا مَشِيداً ، وأَمَّلُوا بعيداً . . فبادوا جميعاً ، يعلمون أَنَّ الآخرين - عن قريب- سينخرطون في سلكهم ، ويُمْتَحَنُون بمثل شأنهم . وإذا أظَلّتْهُم سُحُبُ الوحشة فاءوا إلى ظل ِّ شهود التقدير ، فتزول عنهم الوحشة ، وتطيب لهم الحياةُ ، وتحصل الهيبة .