الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} (17)

قوله : { وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح } [ 17 ] إلى قوله : { وأكبر تفضيلا } [ 21 ] .

هذه الآية فيها تهدد ووعيد لمشركي قريش أن يحل بهم من الهلاك مثل ما حل بالأمم الماضية بعد نوح من الأهلاك بذنوبهم .

ثم قال تعالى : { وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا } [ 17 ] .

أي : حسبك يا محمد بعلم ربك وإحصائه لذنوب عباده .

والقرن عشرون ومائة سنة{[40659]} . وقيل مائة سنة{[40660]} . وقيل : أربعون سنة{[40661]} .

ودخلت الباء في " كفى بربك " و " كفى بالله " لأن الكلام معنى المدح . فالباء تدل عليه . كما يقول : أكرم به رجلا . وناهيك به صاحبا{[40662]} .


[40659]:وهو قول أبي محمد بن عبد الله ابن أوفى، انظر: جامع البيان 15/58 وأحكام الجصاص 3/196.
[40660]:وممن قاله محمد بن القاسم المازني، انظر: جامع البيان 15/58 وفيه ويرفع في ذلك أثرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكام الجصاص 3/196 والمحرر 10/273، والجامع 6/252 وفيه أنه الذي عليه أكثر أصحاب الحديث، واللسان (قرن).
[40661]:وممن قاله ابن سيرين انظر: جامع البيان 15/85 وفيه ويرفع في ذلك أثرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكام الجصاص 3/196 واللسان (قرن).
[40662]:انظر: معاني الفراء 2/119، وجامع البيان 15/85.