ثم ذكر سبحانه أن هذه عادته الجارية مع القرون الخالية فقال : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ القرون } أي : كثيراً ما أهلكنا منهم ، ف{ كم } مفعول { أهلكنا } ، و{ من القرون } بيان ل{ كم } وتمييز له ؛ أي : كم من قوم كفروا من بعد نوح كعاد وثمود ، فحلّ بهم البوار ونزل بهم سوط العذاب ؟ وفيه تخويف لكفار مكة . ثم خاطب رسوله بما هو ردع للناس كافة فقال : { وكفى بِرَبّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَا بَصِيرًا } قال الفراء : إنما يجوز إدخال الباء في المرفوع إذا كان يمدح به صاحبه أو يذم به ، كقولك : كفاك ، وأكرم به رجلاً ، وطاب بطعامك طعاماً ، ولا يقال : قام بأخيك ، وأنت تريد : قام أخوك . وفي الآية بشارة عظيمة لأهل الطاعة وتخويف شديد لأهل المعصية ، لأن العلم التام والخبرة الكاملة والبصيرة النافذة تقتضي إيصال الجزاء إلى مستحقه بحسب استحقاقه ، ولا ينافيه مزيد التفضل على من هو أهل لذلك ، والمراد بكونه سبحانه { خبيراً بصيراً } أنه محيط بحقائق الأشياء ظاهراً وباطناً لا تخفى عليه منها خافية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.