الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} (17)

قوله تعالى : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } : " كم " نصبٌ بأَهْلكنا ، و { مِنَ الْقُرُونِ } تمييزٌ ل " كم " ، و { مِن بَعْدِ نُوحٍ } : " مِنْ " لابتداء الغاية ، والأُوْلى للبيان فلذلك اتَّحد متعلَّقُها . وقال الحوفي : " الثانية بدلٌ مِن الأولى ، وليس كذلك لاختلاف معنييهما . والباءُ بعد " كَفَى " تقدَّم الكلامُ عليها . وقال ابن عطية : " إنما يُجاءُ بهذه الباءِ في موضعِ مَدْحٍ أو ذم " . والباء في " بذنوب " متعلقةٌ ب " خبيراً " ، وعَلَّقها الحوفيُّ ب " كَفَى " . قال الشيخ : " وهو وهمٌ " . قلت : إنما جَعَلَه وهماً لأنه لا يَتَعَدَّى بالباء ، ولا يليق به المعنى .