غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} (17)

1

ثم ذكر عادته الجارية مع القرون الخالية فقال : { وكم أهلكنا } ف { كم } مفعول { أهلكنا } و{ من القرون } بيان لكم وتمييز له أراد بهم عاداً وثمود ونحوهما . ثم خاطب رسوله بما هو ردع للناس كافة قائلاً { وكفى بربك } الآية . قال الفراء : إنما يجوز إدخال الباء في المرفوع إذا كان يمدح به صاحبه أو يذم كقولك " كفاك به " " وأكرم به رجلاً " " وطاب بطعامك طعاماً " ولا يقال : قام بأخيك وأنت تريد قام أخوك . وفي الآية بشارة عظيمة لأهل الطاعة وإنذار شديد لغيرهم لأن العلم التام مع القدرة الكاملة والحكمة الشاملة يقتضي إيصال الجزاء إلى كل أحد بقدر استحقاقه . ثم أكد المعاني المذكورة من قوله : { وكل إنسان ألزمناه طائره } ومن قوله : { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } بقوله : { من كان يريد العاجلة } .

/خ21